Saturday, October 24, 2009

راهب الماضين أفلاط الحكيم


راهب الماضين أفلاط الحكيم
من فريق الضأن في الدهر القديم

طرفه في ظلمة المعقول ضل
في حزون الكون قد أعيا وكل

فكره في غير محسوس فتن
صد عن كف وعين وأذن

قال في الموت بدا سر الحياه
في خمود الشمع يزداد سناه

حكمه في فكرنا جد عظيم
يمحق الدنيا له جام منيم

هو شاة في لباس الآدمي
وهو في الصوفي ذو بأس قوي

عالم الأشياء سماه الهراء
وعلت أفكاره فوق السماء

فعله تحليل أجزاء الحياه
وجفاف النبع من ماء الحياه

زعم الخسران ربحا فكره
ودعا الكون فناء سحره

فكره يغفى ورؤيا يخلق
عينه تبصر آلا يبرق

حرم المسكين حب العمل
فقفا معدومه لا يأتلى

منكرا في الكون مالا يفقد
خالقا في الكون ما لا يشهد

عالم الإمكان للحي وطن
عالم الأعيان للميت حسن

ظبيه من خفة لا يجفل
غير خطار لديه الحجل

لم يلألئ عنده قطر الندى
طيره ما فيه صوت قد شدا

حبة في أرضه تأبى النماء
وفراش عنده يقلي الضياء

في وغى العالم نكس محجم
مشفق راهبنا لا يقدم

قلبه يعشو لنار خامده
صورت عيناه دنيا هاجده

طار من عش إلى الأوج العلي
ثم لم يرجع إلى العش الخلي

هلك أقوام بهذا الثمل
حرموا بالنوم ذوق العمل

No comments:

Post a Comment